top of page
tvawna1

إريتريا والتغريد التاريخي خارج السرب العربي

ظل الرئيس أفورقي يوجه انتقادات حادة لمنظومة الجامعة العربية ويصفها بـ"الفاشلة والعاجزة"


محمود أبو بكر صحافي مختص في شؤون القرن الافريقي

السبت 31 أغسطس 2024


منظر للعاصمة الإريترية أسمرة مع برج كاتدرائية القديسة مريم (أ ف ب)

ملخص

اختارت إريتريا عدم الوقوع في فخ التعريف الهوياتي الذي تعتمده جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية على رغم أنها ظلت ترتبط بعلاقات جيدة ومتقدمة مع معظم الدول العربية بصورة ثنائية. يرى بعض الإريتريين أن بلادهم التي أعلنت استقلالها عام 1993 بعد تجربة ثورة مسلحة استمرت لنحو ثلاثة عقود تبدو كمن يغرد خارج السرب، فعلى رغم العلاقة الوثيقة بمحيطهم العربي جغرافياً وثقافياً، وحتى عرقياً ولغوياً، علاوة على الدعم العربي الذي لازم تاريخ الكفاح الإريتري المسلح من أجل الاستقلال، فإن التنظيم الذي أنجز الاستقلال (الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا) ارتأى أن ينأى بنفسه عن هذا المحيط على مستوى المنظومة الرسمية التي تمثله جامعة الدول العربية، إذ لم يسع للانضمام إلى هذه المنظمة الإقليمية، بل أعلن مبكراً عدم رغبته في الانضمام إليها.

آنذاك رفضت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا الدعوات التي تكررت من قبل أكثر من دولة عربية في أعقاب إعلان الاستقلال، بضرورة ضم إريتريا إلى منظومة العمل العربي المشترك، بخاصة في ظل توفرها على أهم الشروط الموضوعية التي ينص عليها ميثاق المنظمة، وعلى رأسها أن تكون اللغة العربية لغتها الأساسية والرسمية، إضافة إلى شرط الاستقلال وقبولها بإجماع الأعضاء، وهي ذات الشروط التي تم وفقها قبول عدد من الدول الأفريقية لعضوية الجامعة من بينها جيبوتي والصومال وجزر القمر.

وعلى عكس حكومات تلك الدول ظل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي يوجه انتقادات حادة لمنظومة الجامعة العربية، واصفاً إياها بـ"المنظمة الفاشلة والعاجزة"، فما سبب هذا التمنع؟

معيار الهوية العربية

يرى الدبلوماسي الإريتري السابق حامد ضرار أن علاقة بلاده باللغة العربية قديمة وراسخة، ولعلها أكثر تجذراً من راهن عدد من الدول الأفريقية التي تتمتع بعضوية جامعة الدول العربية. ويضيف الدبلوماسي الذي عمل في سفارة بلاده لدى جيبوتي، أن المجال الجغرافي والتاريخي والثقافي لإريتريا يجعلها في قلب المنطقة العربية، فإن قرار الانضمام للجامعة العربية، يرتبط بشروط أخرى أهمها أنه يرتكز على معيار الهوية، وليس على المصالح الاقتصادية والتجارية والسياسية، مشيراً إلى أن بلاده تتمتع بتعدد إثني وثقافي وديني واسع، ولديها تجارب تاريخية في فترة الثورة التحريرية، في شأن تعريف هويتها الوطنية بصورة مستقلة.


مسلمون يؤدون صلاة عيد الفطر في العاصمة الإريترية أسمرة (أ ف ب) ويوضح ضرار ذلك بالقول، "في ظني أن جزءاً من أزمة السودان الحالية يتعلق بمعيار الهوية، إذ قررت السودانية الحاكمة عقب الاستقلال تعريف (أن السودان دولة عربية إسلامية)، مختزلة بذلك التعدد الثقافي والإثني والديني، مما أسهم بصورة جزئية في تفاقم الأزمات السياسية المتتالية التي عرفتها الدولة الوطنية السودانية منذ 1956، وحتى انفصال جنوب السودان، نتيجة تغول هوية واحدة على بقية الهويات التي يتشكل منها هذا البلد.

ويرى أن بلاده اختارت ألا تقع في فخ التعريف الهوياتي الذي تعتمده الجامعة العربية كمنظمة إقليمية، مشيراً إلى أن إريتريا ظلت ترتبط بعلاقات جيدة ومتقدمة مع معظم الدول العربية بصورة ثنائية، لكنها ترفض الانضمام للجامعة للعام المذكور ذاته، إذ إنها تعرف نفسها كدولة وطنية تضم ثقافات متعددة. المصدر .>>>>>

61 views0 comments

Comments


bottom of page