إرتريا والأطماع الاثيوبية بقلم: أبوبكر حامد كهال- صحافي إرتري
تحدث رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد في لقاء مرئي أمام عدد من الوزراء و المسؤولين يوم 2023/10/13 عن أحقية بلاده في منفذ بحري، وعما أسماه بالحق التاريخي لبلاده، في إشارة إلى الموانئ والشاطئ الإرتري على البحر الأحمر الذي كانت تحتله بلاده حتى 1991م
إن مثل هذه التصريحات والمواقف ليست من أجل الاستهلاك الداخلي لشغل الرأي العام بها، وذلك للتخفيف من وطأة النزاعات التي باتت العنوان الرئيس في الروزنامة اليومية لإثيوبيا، بل سبق أن طرح الأمر في عدة مناسبات من قبل مسؤولين إثيوبيين آخرين.
لقد باتت واضحة أهداف أثيوبيا تجاه إرتريا، فالأطماع ظلت كما هي، منذ أباطرة أثيوبيا القدامى مروراً بالأمبراطور هيلي سلاسي، وبحكم ” الدرقي ” العسكري الدموي الذي أفل نجمه عام 1991م بفعل الثورة الإرترية، وإجلاء الوجود العسكري، ويبدو أن الأحلام باتت تداعب الأوساط الحاكمة لإعادة عجلة الزمن إلى الوراء.
إن النصب التذكاري الذي نصب قرب مقر الإتحاد الإفريقي وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للامبراطور هيلى سلاسي الذي يظهر وقد رسم بجمع أصابع يديه خارطة أثيوبيا وضمنها إرتريا، في إشارة على ضم إرتريا إلى أثيوبيا، مما يعنى عدم الاعتراف بسيادة إرتريا واستقلالها، وهي الصورة التي ظل يرسمها إبان حكمه.
عقب حديث رئيس الوزراء الإثيوبي أصدرت وزارة الإعلام الإرترية في السادس عشر من أكتوبر الجاري بيانا مبتسرا لا يتعدى الخمسة أسطر قالت فيه: “إنها ترفض الإنجرار وراء مثل هذه الإدعاءات المستفزة”
الآن وقد اتضحت النوايا الأثيوبية يجدر بإرتريا البحث عن حلفاء لها، تلجأ إليهم لدعمها سياسياً، وهؤلاء الحلفاء هم الدول العربية، فكما ساهمت هذه الدول في تحرير إرتريا إبان فترة الكفاح المسلح، يمكنها العون السياسي، فمن ينسى دور سوريا وليبيا ومصر والعراق والسعودية الكويت والإمارات العربية المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية والسودان والصومال وتونس.
إذن لابد لإرتريا من الانضمام إلى جامعة الدول العربية، فالزمن زمن التكتلات الاقليمية، وليس زمن العزلة والتقوقع والانعزال. المصدر >>>>>
Comments